6 فنون الرد عند الحكماء

فنون الرد عند الحكماء معرفتها تجعلك تتقن كيفية التعامل بذكاء مع المواقف المحرجة، وتجعلك مع الوقت تُحسن التعامل والرد على ما يوجه إليك من العبارات سواء كانت محمودة أو مذمومة، وجارحة أو طيبة، حيث طالما كان ردك مناسب طالما دل هذا على قوة شخصيتك، وحسن صورتك أمام الآخرين، تابع المزيد عبر موقع فكرة.

فنون الرد عند الحكماء

يمكن اختصار فنون الرد عند الحكماء في عدد من السمات التي يتمتع بها المتكلم، وتعتبر هذه الفنون هي الأداة التي تجعلك تُسكت من أمامك، وفيما يلي نعرض أهم هذه الفنون:

1. الرد الجيد هو ذلك الرد الذي يُعلي من شأن صاحبه، ولهذا نجد أن قديمًا كان يُشتهر الشخص بأقواله.
2. الحكماء قديمًا كانوا مُبدعين في انتقاء الكلمات الأفضل، ذات القيمة الأكبر، والتي تحمل الرد الأوفى على كل موقف مطروح أمامهم.
3. التمتع بالهدوء والثبات الانفعالي من فنون الرد عند الحكماء، ولهذا عليك الحفاظ على ذلك الهدوء.
4. للرد تابعًا إلى فنون الرد عند الحكماء عليك أن تنظر إلى الصورة الأشمل حتى لا يُؤخذ عليك شيء حال قمت بالرد سريعًا بشكل غير مرتب.
5. لتُحسن تطبيق فنون الرد عليك أن تُفكر بعمق وتتأمل في قدرات الشخص الذي أمامك، حيث يجب ألا تنسى طبائع البشر المتغير.
6. يكمن فن الرد عند الحكماء في التحلي بخليط من الذكاء، والحكمة، ليس واحدة دون الأخرى، ولكن سيظل الذكاء متطلبًا أساسيًا للرد بحكمة.

أمثلة على الرد بحكمة من التاريخ

نستعرض فيما يلي بعض الأمثلة التي تعكس قوة الرد، والقدرة على الرد بحكمة، ومنها:

الموقف الأول مع الشاعر المتنبي:

• أراد رجل أن يحرج المتنبي فقال له: رأيتك من بعيد فظننتك امرأة.
• فقال المتنبي: وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجل.

الموقف الثاني مع الشيخ أحمد ديدات:

• سأل أحد الملحدين المناظرين للشيخ أحمد ديدات، كيف سيكون شعورك إذا مت واكتشفت أن الآخرة كذب؟
• فرد عليه الشيخ ديدات: لن يكون أسوأ من شعورك أنت إذا مت واكتشفت أنها حقيقة.

الموقف الثالث مع الكاتب برناردشو:

• قال كاتب مغرور لبرناردشو: أنا أفضل منك، فأنت تكتب بحثًا عن المال، بينما أنا أكتب بحثًا عن الشرف.
• فقال له برنارد شو: صدقت، فكل منا يبحث عما ينقصه.

الموقف الرابع مع بشار بن برد:

• سأل شخص بشار بن برد: ما أعمى الله رجلًا إلا عوضه فبماذا عوضك؟
• فقال بشار بأن لا أرى امثالك!

أجمل ما قيل عن فن الرد

بفهم فن الرد يمكن للمرء التحسن فيه تلقائيًا، حيث يُصبح الناس أكثر دراية وحكمة بأي شيء من خلال النظر إلى الصورة الكلية لا الجزئية، وفيما يلي نعرض أفضل ما قيل عن الرد وفنونه:

• “لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد“يوسف كمال
• “أبلغ رد عدم الرد على الحمقى والمستفزين” ديفيد هيوم
• “درب عقلك على الإمساك بزمام المبادرة دائماً.. كن الفعل ولا تكن رد الفعل”
• “معظم الناس لا يستمعون بهدف الفهم، ولكن يستمعون بهدف الرد” ستيفن كوفي
• “إن رد الفعل غير السوي إزاء موقف غير سوي هو استجابة سوية“فيكتور فرانكل
• “ليس كل صامت قادر على الرد، هناك من يصمت حتى لا يجرح غيره، وهناك من يصمت لأنه يتألم وكلامه سيزيده ألماً! وهناك من يعلم أن الكلام لن يفيد إذا تحدث! وهناك من يصمت وقت غضبه حتى لا يخسر أحداً، ويبقى الصمت الاعظم هو صمتك” غابرييل غارسيا ماركيز
• “عرض محاسن الدين أفضل من الرد على شبهات المعارضين” ابن عثيمين
• “الغرة: هي الرد على خانة اللاوعي! “أحمد مختار عاشور

كيف ترد على الكلام الجارح؟

• سماع الطرف الآخر بحرص.
• التمهل في الرد.
• البعد عن العناد.

فنون الرد عند الحكماء يمكن الاستفادة منها في الوقت الحالي للخروج من المواقف المحرجة التي لا شك في أننا جميعًا نتعرض لها في وقت أو آخر، وعادةً ما سنكون عاجزين عن التعامل معها والرد فيها بطريقة تُبعد الأذى النفسي والاجتماعي، لذا فإتقان هذه الفنون أمر لازم لكل شخص يعجز عن الرد.